الثلاثاء، 31 مارس 2015

فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال



يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من أحد أكثر الاضطرابات شيوعا لدى الأطفال وهو اضطراب عصبي بيولوجي يصيب 15.5% من أطفال المملكة العربية السعودية ويتصف بمستوى عال من صعوبة التركيز ونقص الانتباه والاندفاعية وصعوبة التركيز لفترات طويلة من الزمن. عادة ما يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون من اضطراب تشتت الانتباه بأنهم عاجزين عن التعلم حتى وإن لم يعانوا من فرط الحركة كذلك. كما يؤدي هذا الاضطراب إلى تأثيرات عكسية على نواح عديدة من حياة المصاب فغالبا ما يعاني من انعدام العلاقات الاجتماعية القوية لصعوبة تعامل الغير مع أعراض هذا الاضطراب.
فقد تواجه الطفل الذي يعاني من اضطراب التشتت صعوبات في اكتساب الأصدقاء أو المحافظة على الصداقات وقد يظهر درجة عالية من عدم الانتظام، فضلا عن انعدام التركيز الذهني في حياته اليومية. وإذا لم يتم مواجهة تلك المشكلات فقد تواجه المصاب عواقب اجتماعية وأكاديمية وسلوكية مستقبلاً.      
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مشكلة عالمية تؤثر على نحو 7% من أطفال العالم حيث يستمر هذا الاضطراب في أكثر من 60% من المصابين إلى مرحلة الشباب. ومن المعتقد أن مابين 3-7% من الأطفال يعانون من مستوى ما من هذا الاضطراب النسبة الكبرى منهم ذكور، وغالبا ما يتم تشخيص أعراضهم بشكل خاطئ أو يتم تجاهلها بوصف شخصية الطفل بأنه غير مهذب أو متمرد.
من المهم النظر إلى أسباب حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ويمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين: بيولوجية وبيئية. فوفقا للدكتور كيني هاندلمان طبيب نفسي للأطفال وأخصائي في علاج  اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أنه عندما يركز الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بدقة في عمل شيء ما تصل موجاتهم الكهربائية الدماغية إلى أدنى مستوى لها. اما بالنسبة للأطفال العاديين الذين لا يعانون من هذا الاضطراب يمكنهم أثناء عملية مماثلة الوصول لموجات كهربائية دماغية "بيتا" والتي تعتبر أعلى نمط من الموجات الدماغية. وهذا التردد يخلق الفروقات في السلوك والتركيز حيث أن أطفال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يمكنهم الوصول إلى مستوى موجات "بيتا"، ولكن نظرية أخرى تقول بأن الدماغ يجد صعوبة في موازنة السيالات العصبية.
كما تظهر الدراسات أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مرض وراثي حيث تم الملاحظة من خلال عدة دراسات شملت توائم ارتفاع نسبة الإصابة بهذا الإضطراب في نفس الأسرة نتيجة لعوامل وراثية في الجينات. وبحسب دراسة أجرتها كلية طب النفس بجامعة برشلونة بأسبانيا أظهرت النتائج وجود علاقة متبادلة نسبتها 64% لدى الأسر التي تظهر لهم أعراض هذا الاضطراب وأن نسبة الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مماثل لنسبة النمط الجيني الخاص بالطول أو لون الشعر.


أما بالنسبة للعوامل البيئية فيرى بعض الأخصائيين أنها تتسبب في ظهور اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وتشمل هذه العوامل المواد الغذائية الحافظة (البنزوات) والملونات. فوفقا لدراسة أجريت من قبل جامعة ساوث هامبتون ونشرت في مجلة لانسيت الطبية فإن الأطفال غير المصابين بهذا الاضطراب ممن تناولوا مشروبات تحتوي على مواد حافظة وملونات ظهرت عليهم زيادة في أعراض فرط الحركة بنسبة 10%. وهذه المكونات  نجدها في الكثير من الأطعمة التي يقبل الأطفال على تناولها. لذا قد يكون من العوامل المساعدة التي يمكن للوالدين تنفيذها للتخفيف من الحركة المفرطة لدى الأطفال إزالة مثل هذه الأطعمة من النظام.
يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عن طريق أدوات تشخيصية كالملاحظة السريرية بالإضافة إلى التحدث مع المريض  وإجابة الأبوين والمعلمين على استبيان طبي مما يساعد على تقييم أعراض الاضطراب ومدى تأثيره على قدرة الطفل على مواجهة المسائل اليومية. كما تساعد هذه الأدوات الطبيب في اتخاذ مسار علاجي لتعديل السلوك مع  علاج دوائي أو من غيره.
إن أكثر الطرق فعالية لمساعدة أطفال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من خلال تطبيق نموذج علاج يتم فيه مساندة التعديل السلوكي بالدواء حسب تشخيص الطبيب.  فيعد التعديل السلوكي أداة مهمة لمساعدة الأطفال في تطوير سلوك ومهارات الأطفال بالإضافة إلى مساعدتهم في التعلم. فضلا عن ذلك، وبحسب دراسة جديدة نشرت في الثامن من أبريل 2004 م في مجلة  طب النفس المركزي الطبي الحيويBiomed Central Psychiatry) )  فإن الأطفال الذين تناولوا مكملات الزنك مع أدوية معالجة الاضطراب بدى عليهم التحسن بشكل أكبر وبمعدل أسرع من أولئك الذين لم  يتناولوا الزنك.     
ويختار الأطباء في العادة ما بين الأدوية المنبهة أو غير المنبهة حسب الحاجة
مع زيادة هذا الإضطراب ووعي الناس إليه أصبح من الواضح أن الأطفال المصابين به بحاجة دائمة للمساندة الإيجابية في البيت والمدرسة ليحققوا النجاح في كافة نواحي حياتهم العلمية والإجتماعية لأنه في خطر متزايد من دون العلاج يؤثر على مستقبلهم كالإنسحاب من المدرسة والإدمان ومواجهة صعوبات في النضوج.
ولقد أحرز الأطباء وغيرهم من المتخصصين في الطب تقدم  كبير على صعيد مواجهة هذه المسألة في المملكة العربية السعودية كما تم نشر الوعي للمؤسسات التعليمية عن طريق عقد شتى حلقات البحث والقاء المحاضرات الهادفة. حيث قامت مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعقد مؤتمر في نوفمبر 2009م تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.  وقد تعاونت تلك المجموعة أثناء المؤتمر مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال  لبحث مسألة تدريب الأخصائيين في كيفية مواجهة هذا الإضطراب من خلال التشخيص الصحيح للمرضى ومعالجة الأطفال المصابين بذلك الاضطراب بشكل أفضل.
أجريت دراسة علمية في منطقة الدمام تم فيها تقييم  1287 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم مابين 6-13 سنة في 67 مدرسة حكومية و10 مدارس خاصة، وقد أظهرت النتائج ضرورة استهداف الطفل والأسرة وخدمات الرعاية الأولية والمدرسة والمجتمع بنهج علمية، وأهمية تنفيذ التغييرات اللازمة للحد من انشار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وتهدف هذه المنظمات إلى نشر الوعي وأن في السنوات القليلة ستحظى هذه المشكلة الصحية بالمزيد من الملاحظة والإنتباه وعلى الأخص من حيث مساندة جهد الأسر والقطاع التعليمي للتوصل الى التشخيص الصحيح وعلاج الأطفال ذوي ضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

ولمزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب .

·         مجموعة دعم مرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وموقعها على الشبكة هو   www.adhdarabia.org.sa  أو عن طريق الاتصال بالهاتف رقم 4981-442-1-966  .
·         مراسلة الجمعية العالمية للطب النفسي على عنوان بريدها الالكتروني :   wpasecretariat@wpanet.org  أوبزيارة الموقع  www.wpanet.org.  
·         منظمة الصحة العالمية، وبريدها الالكتروني هو Info@who.int او موقعها على الشبكة العنكبوتيــــــة:
·         www.who.int/en .
·         الاتحاد العالمي للصحة العقلية،  وعنوانه الالكتروني: Info@wfmh.com  أو بزيارة موقعه على الشبكة  العنكبوتية:  www.wfmh.org 
·         المعهد الوطني للامتياز العيادي (انكلترا)  وعنوانها الالكتروني nice@nice.nhs.uk    او بزيارة موقعه على الشبكة وهو:  www.nice.org.uk .  
·         الصحة العقلية بأوربا  وعنوانها الالكتروني info@mhe-sme.org أو بزيارة موقعها على الشبكة: www.mhe-sme.org.
التعليق :
 من وجهة نظري كطالبه فان فرط الحركة وتشتت الانتباه يعد في بعض مراحل العمرية شي طبيعي في بعض المواقف والتصرفات ولكن في بعض الأطفال يكون هذا الاضطراب يزداد بشكل ملحوظ ويتحول إلى مرض لا بد علاجه وقد يجهل كثير من الناس هذا الاضطراب ويجهل أسبابه وطرق علاجه ولكن قد قامت منضمات علميه بوضع مراكز وأكاديميات لتعامل مع الأطفال ذوي هذا الاضطراب والتخلص منه بشكل تدريجي وقد قامت بحصر الاحصائيه بالنسب الدقيقة ووضع متخصصين متمكنين ودورات لأسر الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة والتشتت الانتباه ..
الطالبة / نوره العجمي .
الشعبة / 4R2
المادة/ التعلم من خلال المشروعات
رمزها / نهج 266
إشراف الأستاذة / فاتن المالك
مرجع الموضوع : http://ngha.med.sa/Arabic/HealthAwareness/Articles/Pages/AttentionDeficitHyperactivity.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق